کد مطلب:354864 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:242

و ما هی النقطه الآتیه إن وجدت
الجواب:

النقطه الآتیه المسرحیه العمریه أو مقوله عمر بأن النبی صلی الله علیه و آله وسلم لم یمت وإنما هو حی یرزق وأنه رفع



[ صفحه 61]



للسماء وسوف یعود مره أخری وغیر ذلك من الأقوال. لماذا فعل ذلك؟ وما هی مصلحته؟ وهل فعلایعتقد عمر بهذه العقیده؟ وهل فعلا صدم عمر بالخبر؟ أسئله لم أجد لها حل ولعل القاری الكریم یساعدنی، ولكن أولاً سوف أورد موقف عمر ونبحث بعد ذلك عن هذه الأسئله إن شاء الله تعالی. إلیكم ما ذكره القوم: قال المقدسی فی البدء والتاریخ: «قالوا وارتجت المدینه بالصراخ والبكاء واقتحم الناس یقولون مات رسول الله محمد مات محمد فجاء عمربن الخطاب رضی الله عنه فقام علی الباب وقال إن المنافقین یزعمون أن محمدا قد مات وأن رسول الله لم یمت ولكنه ذهب إلی ربه كما ذهب موسی بن عمران فقد غاب عن قومه أربعین لیله ثم عاد إلیهم بعد أن قیل قد مات ولیرجعن رسول الله كما رجع موسی فلیقطعن أیدی رجال وأرجلهم یزعمون أن رسول الله قد مات وقال عمر نظن أن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لا یموت حتی یفتح الأرض لوعد الله فلذلك قال ما قال وبلغ الخبر أبا بكر فأقبل مسرعا علی فرس عمر یكلم الناس فلم یلتفت إلیه حتی دخل بیت عائشه فإذا رسول الله صلی الله علیه واله وسلم مسجی علیه برد حبره فكشف عن وجهه وقبله وقال بأبی أنت وأمی أما الموته التی كتب الله علیك فقد ذقتها



[ صفحه 62]



فلا تذوق بعدها أبدا ثم خرج إلی الناس وعمریكلمهم فقال علی رسلك یا عمر أنصت فأبی إلا أن یتكلم فلما رآه أبوبكر لا ینصت إلیه أقبل علی الناس فلما سمع الناس كلام أبی بكر تركوا عمر وأقبلوا علیه فحمد الله وأثنی علیه وصلی علی النبی صلی الله علیه وآله وسلم ثم قال یا أیها الناس إن الله قد نعی نبیكم إلی نفسه وهوحی بین أظهركم ونعاكم إلی أنفسكم فقال: (انك میت و انهم میتون) [1] فعلم الناس حینئذ أن رسول الله قد مات وروی عن عمر أنه قال فما هوإلا أن سمعتها من أبی بكر فعقرت حتی وقعت علی الأرض ما نقلنی رجلای ثم تلا أبوبكر (وَمَا محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفاین مات أو قتل انقلبتم علی اعقبكم و من ینقلب علی عقبیه فلن یضر الله شیئا و سیجزی الله الشاكرین) [2] ثم قال یا أیها الناس من كان یعبد الله فإن الله حی لا یموت ومن كان یعبد محمدا أویراه إلها فإن محمدا قد مات ووعظ الناس وحضهم علی التقوی ونزل عن المنبر [3] .

وقال ابن الاثیر فی الكامل فی التاریخ: «ولما توفی كان أبوبكر بمنزله بالسنح وعمر حاضر فلما توفی قام عمر فقال إن رجالا من المنافقین یزعمون أن رسول الله



[ صفحه 63]



توفی وانه والله ما مات ولكنه ذهب إلی ربه كما ذهب موسی بن عمران والله لیرجعن رسول الله فلیقطعن أیدی رجال وأرجلهم زعموا انه مات وأقبل أبوبكر وعمریكلم الناس ولم یلتفت إلی شیء حتی دخل علی رسول الله وهو مسجی فی ناحیه البیت علیه برده حبره فكشف عن وجهه ثم قبله وقال بأبی أنت وأمی طیب حیا ومیتا أما الموته التی كتب الله علیك فقد متها ثم رد الثوب علی وجهه ثم كج وعمریكلم الناس فأمره بألسكوت فأبی! لا أن یتكلم فلما راه أبوبكر لا ینصت أقبل علی الناس فلما سمع الناس كلامه أقبلوا علیه وتركرا عمر فحمد الله وأثنی علیه ثم قال أیها الناس من كان یعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان یعبد الله فإن الله حی لا یموت ثم تلا هذه الآیه (وَمَا محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفاین مات أو قتل انقلبتم علی اعقبكم و من ینقلب علی عقبیه فلن یضر الله شیئا و سیجزی الله الشاكرین) قال فوالله لكأن الناس ما سمعوها غلا منه قال عمر فوالله ما هو إلا إذا سمعتها فعقرت حتی وقعت علی الأرض ما تحملنی رجلای وقد علمت أن رسول الله قد مات» [4] .

وقال فی تاریخ الطبری: «قال أبوجعفر توفی رسول الله وأبو بكر بالسنح وعمر حاضر فحدثنا ابن حمید قال حدثنا سلمه عن ابن إسحاق عن



[ صفحه 64]



الزهری عن سعید بن المسیب عن أبی هریره قال لما توفی رسول الله قام عمر بن الخطاب فقال إن رجالا من المنافقین یزعمون أن رسول الله توفی وان رسول الله والله ما مات ولكنه ذهب إلی ربه كما ذهب موسی بن عمران فغاب عن قومه أربعین لیله ثم رجع بعد أن قیل قد مات والله لیرجعن رسول الله فلیقطعن أیدی رجال وأرجلهم یزعمون أن رسول الله مات قال وأقبل أبوبكر حتی نزل علی باب المسجد حین بلغه الخبر وعمریكلم الناس فلم یلتفت إلی شیء حتی دخل علی رسول الله فی بیت عائشه ورسول الله مسجی فی ناحیه البیت علیه برد حبره فاقبل حتی كشف عن وجهه ثم أقبل علیه فقبله ثم قال بأبی أنت وأمی أما الموته التی كتب الله علیك فقد ذقتها ثم لن یصیبك بعدها موته أبدا ثم رد الثوب علی وجهه ثم خرج وعمر یكلم الناس فقال علی رسلك یا عمر فأنصت فأبی إلا أن یتكلم فلما رآه أبوبكر لا ینصت أقبل علی الناس فلما سمع الناس كلامه أقبلوا علیه وتركرا عمر فحمد الله وأثنی علیه ثم قال أیها الناس إنه من كان یعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان یعبد الله فإن الله حی لا یموت ثم تلا هذه الآیه (وَ مَا محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل) إلی آخر الآیه قال فوالله لكان الناس لم یعلموا أن هذه الآیه نزلت علی رسول الله حتی تلاها أبوبكریومئذ قال وأخذها الناس عن أبی بكر فإنما هی فی أفواههم قال أبوهریره قال عمر والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكریتلوها فعقرت حتی وقعت إلی الأرض ما



[ صفحه 65]



تحملنی رجلای وعرفت أن رسول الله قد مات. حدثنا ابن حمید قال حدثنا جریر عن مغیره عن أبی معشر زیاد بن كلیب عن أبی أیوب عن إبراهیم قال لما قبض النبی كان أبو بكر غانبا فجاء بعد ثلاث ولم یجتری أحد أن یكشف هن وجهه حتی اربد بطنه فكشف عن وجهه وقبل بین عینیه ثم قال بابی أنت وأمی طبت حیا وطبت میتا ثم خرج أبوبكر فحمد الله وأثنی علیه ثم قال من كان یعبد الله فإن الله حی لا یموت ومن كان یعبد محمدا فإن محمدا قد مات ثم قرأ (وَمَا محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفاین مات أو قتل انقلبتم علی اعقبكم و من ینقلب علی عقبیه فلن یضر الله شیئا و سیجزی الله الشاكرین) [5] وقال ابن سعد فی الطبقات الكبری: «أخبرنا محمد بن عمر حدثنی مسلمه بن عبد الله بن عروه عن زید بن أبی عتاب عن أبی سلمه بن عبد الرحمن قال اقتحم الناس علی النبی صلی الله علیه وآله وسلم فی بیت عائشه ینظرون إلیه فقالوا كیض یموت وهوشهید علینا ونحن شهداء علی الناس فیموت ولم یظهر علی الناس لا والله ما مات ولكنه رفع كمارفع عیسی بن مریم علیه السلام ولیرجعن وتوعدوا من قال إنه مات ونادوا فی حجره عائشه وعلی الباب لا تدفنوه فإن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم لم یمت أخبرنا



[ صفحه 66]



محمد بن عمر حدثنی هشام بن سعد عن زید بن أسلم قال لما قبض رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم خرج العباس بن عبد المطلب فقال هل عند أحد منكم عهد من رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فی وفاته فیحدثانه فقالوا لا قال هل عندك یا عمر من ذلك قال لا قال العباس اشهدوا أن أحدا لا یشهد علی نبی الله صلی الله علیه وآله وسلم بعهد إلیه بعد وفاته إلا كذاب والله الذی لا إله إلا هولقد ذاق رسول الله صلی الله علیه واله وسلم الموت أخبرنا محمد بن عمر حدثنی القاسم بن إسحاق عن أمه عن أبیها القاسم بن محمد بن أبی بكر أوعن أم معاویه أنه لما شك فی موت النبی صلی الله علیه وآله وسلم قال بعضهم قد مات وقال بعضهم لم یمت وضعت أسماء بنت عمیس یدها بین كتفیه وقالت قد توفی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم قد رفع الخاتم من بین كتفیه» [6] .

وقال أیضا: «عن عائشه قالت لما توفی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم استأذن عمر والمغیره بن شعبه فذخلا علیه فكشفا الثوب عن وجهه فقال عمر واغشیا ما أشد غشی رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ثم قاما فلما انتهیا إلی الباب قال المغیره یا عمر مات والله رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم فقال عمر كذبت ما مات رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ولكنك رجل تحوشك فتنه ولن یموت



[ صفحه 67]



رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم حتی یفنی المنافقین ثم جاء أبوبكر وعمر یخطب الناس فقال له أبوبكر اسكت فسكت فصعد أبو بكر فحمد الله وأثنی علیه ثم قرأ (انك میت و انهم میتون) ثم قرأ (وَمَا محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفاین مات أو قتل انقلبتم علی اعقبكم) حتی فرغ من الآیه ثم قال من كان یعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان یعبد الله فإن الله حی لا یموت قال فقال عمر هذا فی كتاب الله قال نعم فقال أیها الناس هذا أبو بكر وذو شیبه المسلمین فبایعوه فبایعه الناس أخبرنا أبوبكر بن عبد» [7] .

والمصادركثیره وهی من المسائل المجمع علیها فراجعوها فی سیره ابن هشام وتفسیر القرطبی وتفسیر الزمخشری وأنساب الاشراف والملل والنحل ومسند احمد وغیرها من المصادر. فنعود ونسأل أتری لم یطلع عمر علی هذه الروایات والآیات؟ وهی كثیره جدا تخبر بموت النبی صلی الله علیه وآله ورومن مثل قوله تعالی: (وَمَا محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفاین مات أو قتل انقلبتم علی اعقبكم)، وقوله تعالی: (نَفس ذائقه الموت) [8] ، وقوله قعالی: (إِنك میت و انهم میتون) أفلم یطلع علیها عمر كلها؟؟ أمر محتمل بأن عمر لم یطلع



[ صفحه 68]



علیها لأنها لیست من سوره البقره التی اطلع علیها عمر بن الخطاب ا ا! ولكن ألم یكن عمر فی حجه الوداع موجود؟؟!! وقد سمع النبی یردد كلمات الوداع وهویقول لعلی لا أراكم بعد عامی هذا. والیكم بعضا من تلك الأقوال كما ینقلها القوم: قال مسلم فی صحیحه: «حدثنا إسحاق بن ابراهیم وعلی بن خشرم جمیعا عن عیسی بن یونس قال بن خشرم أخبرنا عیسی عن بن جریج أخبرنی أبو الزبیر أنه سمع جابرا یقول رأیت النبی صلی الله علیه وآله وسلم یرمی علی راحلته یوم النحر ویقول لتأخذوا مناسككم فإنی لا أدری لعلی لا أحج بعد حجتی هذه» [9] .

وقال ابن حجر فی المطالب العالیه: «وقال أبویعلی حدثنا عمروبن الضحاك بن مخلد حدثنا أبی حدثنا ربیعه بن عبد الرحمن بن حصین الغنوی حدثتنی جدتی السری بنت نبهان بن عمرو وكانت ربه بیت فی الجاهلیه قالت سمعت



[ صفحه 69]



رسول الله فی حجه الوداع یقول أتدرون أی یوم هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا أوسط أیام التشریق قال تدرون أی بلد هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا المشعر الحرام قال إنی لا أدری لعلی لا ألقاكم بعد عامی هذا ألا أن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بینكم حرام بعضكم علی بعض كحرمه یومكم هذا فی بلدكم هذا حتی تلقوا الله عزوجل فیسألكم عن أعمالكم. ألا فلیبلغ أدناكم أقصاكم قال ثم أتبعها اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت فتوفی حین بلغ المدینه» [10] .

وقال ابن رجب الحنبلی جامع العلوم والحكم: ا «فقلنا یا رسول الله كانها موعظه مودعه فأوصنا یدل علی أنه كان صلی الله علیه وآله وسلم قد أبلغ فی تلك الموعظه ما لم یبلغ فی غیرها فلذلك فهموا أنها موعظه مودع فإن المودع یستقصی ما لم یستقص غیره فی القول والفعل ولذلك أمرالنبی صلی الله علیه وآله وسلم أن یصلی صلاه مودع لأنه من استشعر أنه مودع بصلاته أتقنها علی أكمل وجوهها وربما كان قد وقع منه صلی الله علیه و آله وسلم تعریض فی تلك الخطبه بالتودیع كما عرض بذلك فی خطبته فی حجه الوداع وقال لا أدری لعلی لا ألقاكم بعد عامی هذا وطفق یودع الناس فقالوا هذه حجه الوداع» [11] .



[ صفحه 70]



وقال الهیثمی فی مجمع الزوائد: «وعن سراء بنت نبهان وكانت ربه بیت فی الجاهلیه قالت سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم یقول فی حجه الوداع هل تدرون أی یوم هذا وهو الذی تدعون یوم الروس قالوا الله ورسوله أعلم قال إن هذا أوسط أیام التشریق قال هل تدرون أی بلد هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا مشعر الحرام ثم قال إنی لعلی لا ألقاكم بعد عامی هذا! لا وان دماءكم وأموالكم وأعراضكم علیكم حرام كحرمه یومكم هذا فی شهركم هذا فی بلدكم هذا حتی تلقون ربكم فیسألكم عن أعمالكم! لا فلیبلغ أقصاكم أدناكم ألا هل بلغت» [12] .

وقال ابن حزم فی الإحكام: «إلی حجه الوداع التی قال فیها خذوا عنی مناسككم لعلی لا ألقاكم بعد عامی هذا» [13] .

فعلمنا بأن عمر كان یعلم بأن النبی سوف یموت بلا إشكال فی ذلك لوضوح الأمر ولكنه اخترع هذه المسرحیه لغرض فی نفسه وهو انتظار الشریك أبی بكر بن أبی قحافه لأن الرجل غیر موجود والخوف بأن یتم الاختیار فتذهب اللعبه.



[ صفحه 71]



ومن هنا نسأل من جدید، من الذی بعث فی طلب ابن قحافه بهذه السرعه؟؟!! ونسأل أیضًا من الكل لماذا بعد أن عرف عمر الواقعه الحقیقیه بأن النبی صلی الله علیه واله وسلم قد مات لم یدخل إلیه ویقوم بمهام التجهیز و إنما تحرك من فوره وساعته للسقیفه والصراع علی الرئاسه؟!؟!! ان المصدوم لا یتصرف بهذه التصرفات وكذلك المحب فإنه یبقی بجانب الحبیب إلا عمر فأنه ترك النبی من أجل الخلافه... فسبحان الله!!! وللكلام بقیه...


[1] الزمر الآيه 30.

[2] آل عمران الآيه 144.

[3] البدء والتاريخ، ج 5، ص 62- 64.

[4] الكامل في التاريخ، ج 2، ص 187.

[5] تاريخ الطبري، ج 2، ص 232-233.

[6] الطبقات الكبري، ج 2، ص 271.

[7] الطبقات الكبري، ج 2، ص 267.

[8] آل عمران الآيه 185.

[9] صحيح مسلم، ج 2، ص 943.

[10] المطالب العاليه، ج 7، ص 75.

[11] جامع العلوم والحكم، ج 1، ص 261.

[12] مجمع الزوائد، ج 3، ص 273.

[13] الإحكام، ج 3، ص 313.